العلاقات السامة: مؤشراتها و أفضل الاستراتيجيات للتعامل معها.
تعرف العلاقات السامة بأنها تلك العلاقات الغير صحية و الغير متوازنة و المسببة للأذى النفسي و الجسدي و لحالة من عدم الأمان و الاستقرار للطرف المتضرر جراء ارتباطه بشخص سام.
و لا تقتصر العلاقات السامة على العلاقات الحميمية فقط، فيمكن أن تكون علاقة مع أم أو أب أو ابن أو صديق أو زميل في العمل، و هي تجارب خاصة جداً و تختلف كثيراً من حالة إلى أخرى لكنها تشترك كما تخبرنا الدراسات في أنها تسبب التوتر الذي يلحق الضرر الدائم بالدماغ
و يؤثر سلباً على وظائفه كالذاكرة و التفكير، و على الاستقرار و الإنتاجية و الإبداع للشخص المتضرر فما هي مؤشرات التورط في علاقة سامة؟ و ما هي أفضل الاستراتيجيات للتعامل معها؟ هذا ما سنأتي به في هذا المقال.
مؤشرات العلاقة السامة.
تشعرك العلاقة السامة بالتعب و الإرهاق من الأنماط السلوكية المؤذية التي يكررها الشخص السام مثل التعنيف أو الاستغلال أو الغيرة المفرطة أو الرغبة في السيطرة أو غيرها من الأنماط السلوكية التي تستنزف إيجابية الطرف الآخر و تجبره على تلقي سلبيتها.
و قد يعي الشخص السام بالضرر الذي يلحقه بالآخرين و يتخذ من ذلك طريقة لإسعاد نفسه و قد لا يعي ذلك، و في كلتا الحالتين لست مضطراً على الخوض في تعقيدات علاقة سامة مدمرة على جميع الأصعدة!
و هذه مؤشرات أخرى للعلاقة السامة كما تخبرنا المختصة النفسية وردة بوضاهر:
● تضع غالبية الجهود.
● النقاشات تنتهي بمشاكل.
● يؤذيك جسدياً.
● ينتقدك باستمرار.
● يلومك على كل شيء.
● يلعب دور الضحية.
● يبعدك عن الأصدقاء و العائلة.
● لا تستطيع التعبير عن نفسك.
ما هي أفضل الاستراتيجيات للتعامل مع العلاقات السامة؟
1. وضع الحدود:
وضع الحدود من أهم المهارات اللازمة لتعزيز الذكاء العاطفي للوقاية من العلاقات السامة و التعامل معها، فيجب على كل شخص أن يخلق خطوطه الحمراء و يمنع الآخرين من تخطيها و معاقبتهم على طريقته إن فعلوا.
كأن تمتنع عن زيارتك صديقك الذي لم يكترث لتحذيرك إياه من عدم السخرية من موضوع معين. و إن لم يردع الشخص السام عن الاستمرار في سلوكه غير المرغوب يجب أن لا تتردد قبل أن تغادر هذه العلاقة السامة و تتحرر من قيودها.
2. إدراك المشاعر:
لن تتخطى علاقة سامة إن لم تدرك أصلاً وقوعك في فخها، فالوعي الذاتي ضروري للحكم على الأشخاص و العلاقات و تقرير كيفية التصرف إزائهم، فإن لم تتعرف على مشاعرك و ماذا من شأنه أن يسعدك أو يتعسك "هتفضل تكتم في قلبك لحد ما تلاقي نفسك بتعيط عشان حد عملك الشاي من غير نعناع".
3. الاعتناء بالذات:
الاعتناء بالذات ضروري لتحسين التعامل مع العلاقات السامة بتحسين الذكاء العاطفي و يشمل ذلك:
● أخذ القسط الكافي من النوم عالي الجودة (حوالي 7-9 ساعات يومياً).
● عدم الإكثار من المنبهات.
● طلب الدعم من الأشخاص المقربين. فغالباً ما يرى الآخرون قصصنا من منظور مختلف، و تتبين لهم زوايا تستعصي رؤيتنا على اكتشافها.
● عدم التردد قبل زيارة معالج نفسي في حال تأثر حياتك اليومية أو الشعور بعدم الراحة إزاء قضايا معينة أثناء الخوض في تجربة مع علاقة سامة أو بعده.
و في النهاية لا توجد علاقة إنسانية مثالية، و يجب تقديم بعض التنازلات أحياناً، لكن يجب أن يتم الأمر في إطار المنطق و المعقول.