هل يمكن أن تكون قائداً إن كنت انطوائياً؟

 هل يمكن أن تكون قائداً إن كنت انطوائياً؟ 

انطواء، انفتاح، قيادة، تعاطف، تفكير نقدي

يعرف العالم النفسي كارل يونغ الانطوائية بأنها سمة شخصية لا تستجيب كثيراً للتحفيز الاجتماعي، فعلى عكس ما هو شائع  قد تترافق الانطوائية أو لا تترافق بالخجل.

 

و على الرغم من أن عدد لا بأس به من القادة المؤثرين في العالم صنفوا أنفسهم كانطوائيين مثل الزعيم الروحي  للهند "غاندي" يخال أغلب الانطوائيين أنفسهم عاجزين عن شغل مناصب قيادية، و غالباً ما يفصحون عن شعورهم السلبي إزاء توليهم للقيادة كالخوف و القلق و الانزعاج و عدم الراحة.


 الأمر الذي ينعكس على واقعهم فلا نجد إلا قلة من الانطوائيين في المناصب القيادية، و ذلك لعدم بروزهم الرسمي وغير الرسمي المرتبط بسماتهم الشخصية و تفضيلاتهم، لكن هل تبقى القيادة حكراً على المنفتحين؟ 


إلى وقت قريب فضل العلم و المجتمع أداء المنفتحين في القيادة، و وصفوه بأنه أفضل من أداء نظرائهم الانطوائيين، إلا أن الدراسات العلمية الأحدث المكرسة في هذا السياق تقدر الانطوائيين و مزاياهم داخل و خارج العمل أكثر من قبل. 


و تغيرت نظرة المجتمع أيضاً بعد تأليف عدد من الكتب عن الشخصية الانطوائية  مثل كتاب "الهدوء: قوة الانطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام" للكاتبة الأمريكية "سوزان كين" الواصل إلى قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعاً، و كانت الكاتبة قد ركزت فيه على نقاط القوة في الشخصية الانطوائية. 


و توصلت الدراسات إلى أن نجاح الانطوائيين في القيادة لا يكمن في التشبه بالمنفتحين، بل بزيادة الثقة بأنفسهم و التركيز على نقاط القوة و المزايا الشخصية التي يتمتعون بها مع عدم بناء أحكام مسبقة عن قدراتهم القيادية و المبالغة في سلبيتها


 فهي ليست إلا حواجز نفسية تمنع الانطوائيين من رؤية الحقيقة كاملة ألا وهي أنهم قادرين على القيادة مثلهم مثل المنفتحين. 


فما هي نقاط القوة عند الانطوائيين؟ و كيف تستطيع التركيز عليها للنجاح في القيادة إن كنت انطوائياً؟


الإصغاء:

لا يميل الانطوائيون إلى التحدث كثيراً لكنهم مستمعين جيدين، و سيكون إصغائك كقائد انطوائي إلى الفريق و الموظفين و العملاء و المساهمين و غيرهم من أصحاب القرار كالسحر في هذا العالم الصاخب الذي يطيق فيه الجميع لإيجاد شخص يصغي لمشاكلهم و تطلعاتهم. 


فالإصغاء إلى فريقك سيعزز من تقديرهم لك لأنهم سيدركون أنك تحترم مخاوفهم و أفكارهم. لن تحصل على اقتراحات لتحسين العمل  بسبب ذلك فقط، بل ستعزز الصورة الإيجابية للثقافة العامة للشركة في عيونهم أيضاً. 


التعاطف:

إن كنت قائداً انطوائياً ستأخذ كل الوقت الذي تحتاجه لتكون أكثر تعاطفاً عبر وضع نفسك في مكان الشخص الآخر. الأمر الذي يزيد من تفهمك لهم و تقليل الحكم عليهم و تعزير التعاون، هذه السمة الشخصية مهمة جداً للقادة لأنها تريح و تحفز الأشخاص الذين تعمل معهم بشكل وثيق. 


التفكير النقدي:

يعد التفكير النقدي الذي تتمتع به كقائد انطوائي من أهم الأدوات اللازمة لحل المشكلات التي تحتاج إلى تأني و تفكير نقدي، فبعض القرارات يجب أن يتم اتخاذها بسرعة و بعضها الآخر يستدعي الوقوف عنده، و التمعن بكافة التفاصيل الدقيقة و الظروف المتصلة به قبل الشروع في أخذه.


الخلاصة:

في النهاية لا يوجد شخص ١٠٠٪ انطوائي أو ١٠٠٪ منفتح، و قد تتغير السمات الشخصية في الشخص الواحد من مرحلة إلى أخرى خلال حياته، و عليه يتوجب على كل شخص أن يحدد نقاط القوة و نقاط الضعف لديه لينمي الأولى و يستغلها لتكييف و تحسين الثانية قدر المستطاع. 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-