التحكم في المشاعر السلبية

 التحكم في المشاعر السلبية 

المشاعر السلبية

أحيانا تنتابني  مشاعر سلبية قوية لدرجة أنني أشعر  معها برغبة  في الاختفاء من الكون ، و لا شك أنك شعرت بذلك يوما بما أنك هنا بصدد قراءة هذا المقال.

 في مقالنا هذا  سنساعدك على التحكم  في هذه  المشاعر السلبية و التخلص منها  ، وذلك بطرق سهلة وبسيطة يجهلها معظم الناس على الرغم من أنها دوما أمام أعينهم. 


 كيف يمكن التحكم في المشاعر السلبية ؟

التحكم في المشاعر السلبية

 الجواب بسيط جدا ، في حقيقة الأمر معظم المشاعر السلبية التي يعاني منها الناس على اختلاف أنواعها وطبيعتها وحدتها، تعود إلى أمرين رئيسيين لا ثالث لهما : إمّا خوف من المستقبل  أو حسرة على الماضي . 


 أغلب الناس يخشون من المجهول ولا يستطيعون مواجهته و يتوقعون أن يحمل لهم كما هائلا من المصاعب . متناسين إمكانية  أن هذا المستقبل المجهول يحمل إمكانيات إيجابية أيضا .


 كما أن الكثير منهم يعيشون في حسرة وندم على الماضي ، حيث يرفضون تقبل ما حصل فيه ويجاهدون لمعرفة السبب وراء حدوث أمر ما على نحو معين، غير مدركين أنهم وإن عرفوا السبب فلن يغير ذلك من الأمر شيئا لأن ما حدث قد حدث و انتهى . 

لذلك إن أردنا التحكم في مشاعرنا السلبية ، يجب علينا أولا التغلب على المشاعر التي تنتابنا بسبب الحسرة على  الماضي أوالخوف من  المستقبل و ذلك باتباع  الخطوات التالية  :


- ركز على الآن و عش اللحظة 

التغلب على المشاعر السلبية

إذا كان التفكير في الماضي يؤلمك  والتفكير في المستقبل يخيفك، ما عليك سوى التفكير في الحاضر و عيش اللحظة . 


فكر كم مرّة شعرت بالخوف من حدث في المستقبل  وعشت كابوسا حقيقيا لأيام أو أسابيع أو حتى لأشهر بسبب هذا الأمر، ثم وعندما تحقق فعلا  أدركت أنه لم يكن بذلك السوء الذي تخيلته وأنك تجاوزت تلك العقبة في نهاية المطاف . 


هل تعرف السبب وراء ذلك؟ لأنك وعندما حصل ذلك الموقف معك  كنت تعيش في الحاضر والمجهول أصبح أمامك معروفا فتلاشى الخوف منه. 


و لعل أحد أهم الكتب التي أنصحكم بها  فيما يخص  هذا الأمر، كتاب "قوة  الآن" للكاتب  إيكهارت تول، والذي يركز فيه على كيف  أن العيش في اللحظة الراهنة يحقق السلام الداخلي .


- تقبل مشاعرك  

المشاعر السلبية

هذه الخطوة هي الجزء الثاني من نهج العيش في الحاضر. وتتمثل في ضرورة تقبل مشاعرك السلبية بدلا من مصارعتها. 


حيث نلاحظ أن الكثير من الناس يقومون بالهروب من مشاعرهم السيئة بأساليب قد تكون مؤذية  كالأكل المفرط و النوم و  تعاطي المخدرات أو الإدمان على الإنترنت وغيرها. 


لكن هذه الأمور لن تجعل المشاعر السلبية تختفي، قد تشعرك بالتحسن لبضع لحظات  لكن ما يلبث ذلك الإحساس القاتم المؤلم أن يعود من جديد. 


و الحل الوحيد يكمن في التقبل و ذلك بتقبل الماضي بكل ما حصل فيه وتقبل مشاعرك السيئة كما هي دون كبتها أو مصارعتها. 


حاول أن تفهم ما تشعر به و تقبل فكرة أنك متألم حزين ، مخذول ضعيف أو غيرها من المشاعر السلبية واعمل على إخراجها والتعبير عنها، قد يكون ذلك بالبكاء أو ممارسة رياضة المشي أو الركض أو الملاكمة أو غيرها. وبمجرد أن تتقبل مشاعرك  وتخرجها من جسدك ستشعر براحة كبيرة لم يسبق لها مثيل. 


- استعن بتقنية The work

التحكم في المشاعر السلبية

The work  هو نهج أوجدته بيرون كاتي لتحديد وفهم الأفكار التي تقف وراء كل المعاناة التي نعيشها  ومصدر المشاعر السلبية التي نعاني منها. 


يتمثل هذا النهج في مجموعة من الأسئلة يطرحها الشخص على نفسه فيما يتعلق بمشاعر معينة يحس بها أو فكرة تدور في عقله ، هذه الأسئلة هي كالتالي: 


• هل هي (الفكرة أو الشعور الذي أحس به) حقيقية؟ 

• هل هناك طريقة تؤكد لي أنها (الفكرة أو الشعور الذي أحس به) حقيقية؟ 

• ما الذي أشعر به حين أؤمن بهذه الفكرة وأصدقها؟ 

• ما الذي سأكون عليه لو أن هذه الفكرة أو هذا الشعور لم يكن موجودا؟ 


فعند طرح هذه الأسئلة والتفكير بعمق في إجاباتها ، ستتمكن من إدراك الكثير من الأمور، وستعرف حجم التأثير العظيم لأفكارك التي قد لا يكون لها أساس من الصحة على واقعك .


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-