مراجعة كتاب الأب الغني و الأب الفقير
محاولة منه الحد من طوفان العالم الاستهلاكي الذي طغى على حياتنا بشكل كبير يحاول الملياردير روبرت تي كيوساكي في كتابه "الأب الغني و الأب الفقير" إصلاح بعض المفاهيم التي ترسخت عند أغلب الناس، حيث ينادي المؤلف بأهمية تأهيل الأطفال بشكل خاص لكي يستطيعوا إدراك قيمة الاستثمار بشكل عام سواء كان استثمارا ماليا يتمثل في شراء أصول تدر دخلا ، أو كان الاستثمار في التعلم فيكون تأهيلا للعقل لتطوير قدراته .
و في هذا المقال سنحاول التعرف على الكتاب و مؤلفه و أهم المفاهيم التي طرحت فيه ، مع إدراج بعض الاقتباسات الملهمة .
نبذة عن المؤلف:
روبرت تي كيوساكي Robert Toru Kiyosaki كاتب أمريكي من مواليد 4 أفريل 1947 في هاواي وهو ابن المدرس غالف أش كيوزاكي .
رجل أعمال في أميركا و خبير مختص في التنمية البشرية، أحد الرواد في عالم التعليم، ومؤسس شركة Rich dad للتعليم المالي .
أصدر مجموعة من الكتب حول الثراء المالي، واحتلت مؤلفاته قائمة أفضل المبيعات حسب جريدة نيويورك تايمز.
نبذة عن الكتاب:
يحكي كيوساكي في الكتاب قصة طفولته الموزعة بين نصائح والده الأستاذ الجامعي "الأب الفقير" ، وبين نصائح والد صديقه مايك رجل أعمال "الأب الغني" ، مع مقارنة دائمة بين وضعي والده "الأكاديمي الجامعي" ووالد صديقه "العملي التجاري". ويطرح كيوساكي سؤالا ذا أهمية:هل تعد المدارس طلابها للخروج للعالم الواقعي والنجاح فيه؟ هل الحفظ والمذاكرة والشهادة والوظيفة المرموقة هي السبيل؟
حيث يرى أن أغلب الناس ضحايا للنظام التعليمي الذي يزرع في الطلاب أن أهمية الدراسة تتمثل في الحصول على وظيفة مناسبة تقدم دخلا محترما، لكن الواقع يخبرنا بأن هذا وهم كبير خاصة في العصر الحالي مع زيادة التضخم مما دفع الكثير من الشركات إلى تقليص العمالة لديهم بالإضافة إلى تخفيض الرواتب .
في المقابل لا يقوم النظام التعليمي بتدريب الطلاب على تطوير قدراتهم المالية، وتعريفهم بكيفية إدارة المال من خلال مفاهيم اقتصادية استثمارية.
لا ينتبه أغلب الناس أنهم يعملون من أجل المال بدلا من أن يكون المال هو الذي يعمل من أجلهم ، فلذلك يتنازلون عن حرياتهم ويُبخسون في حقوقهم من طرف أصحاب العمل ، لكن رغم ذلك لا يحث الكاتب على أن يترك الناس وظائفهم بشكل كامل وإنما ينشد أن يصبح لدى الناس الوعي الكافي لكي يستطيعوا استثمار مدخراتهم بدلا من صرفها في التزامات استهلاكية تجعل منهم يدورون في دائرة مغلقة.
لهذا فهو يؤمن بأن أصحاب الطبقة المتوسطة ذات الدخل المتوسط يعانون، لكن معاناتهم ليس حلها في زيادة دخلهم ، لأنه كلما زاد الدخل زادت نفقاتهم بالمقابل، بل إن الحل الوحيد هوالتوقف عن شراء التزامات والبدء بشراء أصول لتكون مصدر دخل إضافي ليتكفل بمصاريف الالتزامات.
و يحثنا الكاتب بأن نتعلم أهم ثلاث مهارات إدارية نحتاج إليها لنبدأ بها عملنا الخاص وهي:
- إدارة التدفق النقدي
- إدارة الأفراد
- إدارة الوقت
كما أشار إلى فكرة العطاء أيضا عندما قال :
أينما شعرت بافتقارك إلى شيء ما أو حاجتك إليه، فابذل أو أعط غيرك ما أنت بحاجة له، ولسوف يعود إليك أضعافا مضاعفة، وينطبق هذا على المال وعلى الابتسامة وعلى المحبة وعلى الصداقة
وننهي مراجعة الكتاب ببعض الاقتباسات الملهمة للكاتب :
" الفقراء وأبناء الطبقة الوسطى يعملون من أجل المال، أما الأثرياء فالمال هو الذي يعمل من أجلهم "
" إن مقولة : ليس بوسعي القيام بذلك؛ تدفع عقلك تلقائياً الى التوقف عن العمل،أما بطرحك السؤال : كيف يمكنني القيام بذلك ؟ فأنت تدفع عقلك الى العمل"
" مع كل ورقة دولار تمسك بها بيدك، يُضْحي بوسعك - وبوسعك أنت وحدك - أن تحدد طريقك، فإن بعثرتها بحماقة فقد اخترت طريق الفقر والعوز، وإن أنفقتها على حيازة الخصوم وسددت التزاماتك فقد اخترت أن تنضم إلى أفراد الطبقة الوسطى. وأما إن استثمرتها في عقلك وفي تعلم اقتناء الأصول التي تدر لك الدخل فقد وضعت الثروة هدفا لك ولمستقبلك، والخيار إنما هو لك، ولك وحدك."
"لدينا جميعا إمكانات عظيمة، وبوركنا بعطايا شتى، لكن ما يثنينا جميعا عن تحقيق ما نصبو إليه هو درجة ما من درجات الشك في الذات "
" في أغلب الأحيان، ليس الذكي هو من يفوق أقرانه في الحياة الواقعية، بل العنيد منهم هو من يفعل ذلك "